قبس من نور(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي)... تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن

بسم الله الرحمن الرحيم
قبس من نور(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي)
هذا هو الحب الحقيقي الصادق لا مداهنة ولا مواربة ولا مضاربة فيه وتؤجر وتثاب عليه هو ما ورد في التنزيل قال الله تعالى :-
{{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ***
يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ***
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ  وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}}
إما أن تكون صادقا مطيعا متبعا لما أمر به الله وجاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال في الحديث:-
{...حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ***
وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ***
وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ***
وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ***
وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ***
وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ...}}
فيه حب أفضل من حب الله لك فيكون سمعك وبصرك ويدك ورجلك، فأنت في كنف الله ورعايته ولطفه، وإذا سألت أي حاجة، أو استعذت من أي شيء أجيبت دعوتك ،
إذن المطلوب منك أن تتخلى عن الكذب والوهم والسراب والشراب الحرام والتقليد الأعمى،
قال تعالى:- (كُونُوا رَبَّانِيِّينَ)و( مُنِيبِينَ إِلَيْهِ﴾ إذن استعمل عقلك وفعل قلبك وجوارحك وانظر إلى مستقبلك وخف من ربك.
واعلم زيادة لعلمك إن اللون الأحمر دليل الخطر ووصولك اليه وقوعك فيه بعد النهي تكون قد وقعت في دائرة الخطر....
اسأل نفسك ولا تكن إِمَّعة وذلك  قبل الولوج إلى الفلانتين الذي تعتز به؟ وما سيرته؟ وما قدم للبشرية؟ ومن إي الأقوام هو؟ ولما الإحتفال والإحتفاء به والهدف من ذلك كله...
أنا لا اسأل إلا المسلمين... جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ)
حديث آخر في منتهى الجمال والبيان يريح الإنسان المسلم {{عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ ؟ ، قَالَ: ( وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا ) ؟
قَالَ : لاَ شَيْءَ ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَقَالَ :- أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ
قَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ، فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :-( أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ)
قَالَ أَنَسٌ:- " فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ ، وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ "
قال ابن القيم في قوله تعالى {(وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}أَيْ قَرَنَ كُلَّ صَاحِبِ عَمَلٍ بِشَكْلِهِ وَنَظِيرِهِ ،
فَقَرَنَ بَيْنَ الْمُتَحَابَّيْنِ فِي اللَّهِ فِي الْجَنَّةِ ،
وَقَرَنَ بَيْنَ الْمُتَحَابَّيْنِ فِي طَاعَةِ الشَّيْطَانِ فِي الْجَحِيمِ ،
فَالْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ ، شَاءَ أَوْ أَبَى}زاد المعاد 4/248
إذن أنت صاحب الاختيار أما أن تكون في جنة بحب الله ورسوله أو في نار مع الفالنتين وإغراءات الشيطان اللعين فلا يغرنك كثرة المحتفلين به وأعلام المضللين وأهازيج الشياطين وزغاريد المتعريات من كل حدب وصوب ، فتقع في حفرة  إلى الممات، هذا هو الحب الأحمر الدامي القاني
(وقد قيل" عليك بطريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين وإياك وطريق الباطل و لا تغتر بكثرة الهالكين"
هذا هو الحب البارد الذي لا يسبقه ولا يلحقه أثر أو دليل وارد، فلا تصل خطُّ الصَّقيع فتتجمد وتضيع وأنت ما زلت طفلا رضيعا لا تعرف كيف تحب أو تكره
وسارع قال الله تعالى(وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ) فإن كنت تخاف من الله فليكن حبك وفق مراد الله، بناء على ذلك أنصحك (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)فإذا أنفرط عقد الحب صعب جمع حباته.
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن