هالديمقراطية
إن الديمقراطية التي تعني حكم الشعب لنفسه بنفس لا يمكن أن تدوم و تستمر إلا إذا كانت الشعوب و الحكام المنتخبون جميعهم يعملون بإخلاص و جد من أجل استمدادهم لأموالهم من خزائن الله في شكل أجور حسابية إلكترونية غير مادية و لا يعملون من أجل استمدادهم لأموالهم من خزائن الدول لأن خزان الله لا ينفذ ما فيها أبدا بينما خزائن الدول مهما كانت ضخمة فإنه بإنفاق ما فيها ستنفذ و تتسبب في الأزمات النقدية و الاحتجاجات الشعبية على القيادات السياسية .
إن أموال الله التي هي عبارة عن عملة نقدية عالمية موحدة و التي تأتي في شكل حسابات إلكترونية غير مادية لا يمكن لأي أحد كنزها و لكنهم يمكن لهم إنفاقها فمن حصل بواسطتها على المنتجات أو الخدمات فذلك ما رزقه الله به و ما بقي منها يبقى في خزائن الله و للوقت الذي يحتاج إليها صاحبها . إن هذا النظام سيضطر العباد للعمل و إنتاج ما هم في حاجة إليه من البضائع و السلع و سيمنعهم من كنز الأموال و سيقضي على الأزمات النقدية التي يتسبب فيها كنز الناس للعملات المادية . إن أموال الله التي يحصل عليها العمال المنتجون لينتجوا بواسطتها الأرزاق و التي يحصل عليها التجار ليتاجروا بواسطتها و يحصلوا على نسبة من الأرباح و التي يتقاضاها بقية العمال و الحكام كأجور على أعمالهم و التي هي عبارة عن عملة عالمية موحدة ستوحد سكان العالم في شكل أمة واحدة كلهم يتعاونون من أجل ما فيه خيرهم و سعادتهم .
قال تبارك و تعالى : (مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (96) سورة النحل . و قال عز وجل : (مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57 إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) سورة الذاريات . إن الله لا يريد من عباده إلا الإقرار و الاعتراف بوجوده كخالق و رازق لهم فعليا و ليس قوليا فقط ، و إنه لا تنفعه عبادتهم و لا صدقاتهم و لا زكواتهم و إن ما يقومون به من الأعمال الصالحة إنما يقومون بها لأنفسهم ف ( من يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره ) صدق الله العظيم . إذن فلماذا تعنت و تعصب الكفار اللائكيين و اليهود الضالين و المسلمين المنحرفين عن دين الله الحق بابتداعهم للأموال الوضعية و للعملات النقدية التي لا تسمن و لا تغني من جوع .
إن الأمن و السلام الذين ينشدهما الناس لا يأتيان إلا من عند الخالق الديان ، و من يتمسك بالله سيكفيه ( وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ) (130) سورة البقرة .
إن عودة العباد إلى التعامل بعملة الله الواحد هي الحل لمشاكل كل العباد و من أراد أن يخلق الأموال و أن يكون إلها فعليه أن يكون إلها لنفسه فقط و لا يجب أن يكون إلها للعباد .
باتنة في 28/01/20194
السعيد أحمد عشي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق