بسم الله الرحمن الرحيم
فقلت استغفروا ربكم
أحبة الزمان والمكان
اعلموا أن من طبيعة الإنسان الوقوع في الخطأ والذنب, كما في حديث" كل بني آدم خطاء ، وخير الخطّائين التوابون". (الترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه) ، لكن لا حجة له في ذلك، ولا مبرر للاستمرار في الذنب ، بل إنه مأمور بتصحيح خطئه، والجملة الثانية من الحديث ترشده إلى طريق الخلاص وتفتح له باب الأمل "وخير الخطائين التوابون". وكذلك قول الله سبحانه:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}وقوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ}.. فليس هناك أيّ إنسان معصوم عن ارتكاب الأخطاء، ولكن يجب أن يقوم الشّخص المذنب بالتّوبة ويطلب الأستغفار من الله فورا عسى الله أن يغفر له ذنبه ..
و قد وردت عن النبي صلى الله عليه و سلم فضائل كثيرة للاستغفار منها أنه يمحو الله به الخطايا
و يرفع به درجة العبد ويجيب دعاءه و يُفرّج همه وقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز على لسان نوح عليه السلام يخاطب قومه : ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا* يرسل السماء عليكم مدرارا *
و يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا )(نوح:10—12) ..
و قد وردت فضائل أخرى كقول النبي صلى الله عليه و سلم " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب" ، وكذلك قول عائشة رضي الله عنها "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا" ..
والاستغفار له العديد من الفضائل التي أوردها العلماء في كتبهم وله عدة صيغ منها :
١. أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه ..
٢. اللهم اغفر لي ..
٣. رب اغفر لي و تب علي إنك أنت التواب الرحيم ..
٤. أستغفر الله العظيم وأتوب إليه ..
وغيرها من الصيغ ولكن أعظمها و أجلها
وأكثرها إظهارا للافتقار إلى الله تعالى و الحاجة إلى مغفرته و الاعتراف بالذنوب هو دعاء سيد الاستغفار :
(اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك و أنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي و أبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) ، من قالها موقنا بها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة (أخرجه البخاري و مسلم)
أخي المسلم / أختي المسلمة
إياكم واستصغار الذنوب ، فهذا يجعل الانسان لا يلقي لها بالاً فينساها، وقد لا يستغفر أو يتوب منها ، فيظل على خطر عظيم طالما كان مقيماً على ذلك الذنب ، وفي غفلة عما هو فيه ، وهنا الخطورة أيضاً حيث تتراكم عليه الذنوب فتهلكه ، من حيث لا يشعر ..
لكن متى أفاق وكانت لديه الرغبة الصادقة في التوبة ، فليعلم أن مما يعينه على التخلص من الذنب أن يدرك أنه مذنب ومخطئ ، فيلجأ إلى ربه ويسأله التوفيق للتوبة النصوح.. وأن يكون ذا بصيرة بمداخل الشيطان وشهوة النفس التي توقعه في الذنوب ، والإنسان بصير بنفسه وهو طبيبها ، فإن أراد لها السلامة فلن يعجزه الظفر بها متى استعان بربه تعالى ، وصدق في توبته ..
أحبة الزمان والمكان لأني احبكم في الله :
فهل من تائب ، وهل من مغتنم للفرصة قبل فوات الأوان؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبدالوهاب الجبوري
الموصل في ٢٠١٨/١٢/٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق