الأحد، 23 ديسمبر 2018

فقلت استغفروا ربكم .بقلم ..عبد الوهاب الجبوري

بسم الله الرحمن الرحيم
فقلت استغفروا ربكم
أحبة الزمان والمكان
اعلموا أن من طبيعة الإنسان الوقوع في الخطأ والذنب, كما في حديث" كل بني آدم خطاء ، وخير الخطّائين التوابون". (الترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه) ، لكن لا حجة له في ذلك، ولا مبرر للاستمرار في الذنب ، بل إنه مأمور بتصحيح خطئه، والجملة الثانية من الحديث ترشده إلى طريق الخلاص وتفتح له باب الأمل "وخير الخطائين التوابون". وكذلك قول الله سبحانه:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}وقوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ}.. فليس هناك أيّ إنسان معصوم عن ارتكاب الأخطاء، ولكن يجب أن يقوم الشّخص المذنب بالتّوبة ويطلب الأستغفار من الله فورا عسى الله أن يغفر له ذنبه ..
و قد وردت عن النبي صلى الله عليه و سلم فضائل كثيرة للاستغفار منها أنه يمحو الله به الخطايا
و يرفع به درجة العبد  ويجيب دعاءه  و يُفرّج همه وقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز على لسان نوح عليه السلام يخاطب قومه : ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا* يرسل السماء عليكم مدرارا *
و يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا )(نوح:10—12) ..
و قد وردت فضائل أخرى كقول النبي صلى الله عليه و سلم " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب"  ، وكذلك قول عائشة رضي الله عنها "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا" ..
والاستغفار له العديد من الفضائل التي أوردها العلماء في كتبهم وله عدة صيغ منها :
١. أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه ..
٢. اللهم اغفر لي ..
٣. رب اغفر لي و تب علي إنك أنت التواب الرحيم ..
٤. أستغفر الله  العظيم  وأتوب إليه .. 
وغيرها من الصيغ ولكن أعظمها و أجلها
وأكثرها إظهارا للافتقار إلى الله تعالى و الحاجة إلى مغفرته و الاعتراف بالذنوب هو دعاء سيد الاستغفار :
(اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك و أنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي و أبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) ، من قالها موقنا بها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة (أخرجه البخاري و مسلم)
أخي المسلم / أختي المسلمة
إياكم واستصغار الذنوب ، فهذا يجعل الانسان لا  يلقي لها بالاً فينساها، وقد لا يستغفر أو يتوب منها ، فيظل على خطر عظيم طالما كان مقيماً على ذلك الذنب ، وفي غفلة عما هو فيه ، وهنا الخطورة أيضاً حيث تتراكم عليه الذنوب فتهلكه ، من حيث لا يشعر ..
لكن متى أفاق وكانت لديه الرغبة الصادقة في التوبة ، فليعلم أن مما يعينه على التخلص من الذنب أن يدرك أنه مذنب ومخطئ ، فيلجأ إلى ربه ويسأله التوفيق للتوبة النصوح..  وأن يكون ذا بصيرة بمداخل الشيطان وشهوة النفس التي توقعه في الذنوب ، والإنسان بصير بنفسه وهو طبيبها ، فإن أراد لها السلامة فلن يعجزه الظفر بها متى استعان بربه تعالى ، وصدق في توبته ..
أحبة الزمان والمكان لأني احبكم في الله :
فهل من تائب ، وهل من مغتنم للفرصة قبل فوات الأوان؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبدالوهاب الجبوري
الموصل في ٢٠١٨/١٢/٢٢

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

انا رجـلُ عاشق.......عبدة الجوفي

انا رجـلُ عاشق....... لا أكتمـل إلا بأنثى فاتنه مثلـكِ أنتي.. إقتربي وأنفثي دفء أنفاسكِ في فمي.. إقتربي...أكثر...وأكثر...وأكثر....وهزي إليكي...