اللائكية و التوحيد
اللائكية هي وليدة النظام الاقتصادي الحديث الذي يقوم على إصدار كل دولة حرة لعملة نقدية بقدر ما تملك من احتياط ذهبي ، و قد نتج على هذا النظام دول غنية و أخرى فقيرة ، و لكي تلحق الدول الفقيرة بالغنية يجب أن تفتح أراضيها أمام استثمار الدول الغنية . و لقد ترتب على هذا النظام استعمار اقتصادي للدول الفقيرة من طرف الغنية بالعملات النقدية ، كما أصبح ثراء الأفراد يتحقق بالعملات النقدية الحديثة بدل الذهب ، و بالتالي أصبحت الدولة التي تصدر عملة الريال هي التي تغني المواطنين بالريال و الدولة التي تصدر الدينار هي التي تغني المواطنين بالدينار و الدول التي تصدر الجنيه هي التي تغني المواطنين بالجنيه و هلم جرا ، أما بالنسبة لثراء الدول فقد أصبحت أمريكا صاحبة أكبر احتياط ذهبي و أكبر مقدار من العملة هي التي تغني الدول ، و لهذا يرى الناس أن الأمريكيين و اليهود الأثرياء في الولايات المتحدة الأمريكية هم عباقرة الاقتصاد و أن الدول التي تُفتَح أمام استثمارهم ستتحول إلى فردوس من فراديس الجنان .
إن عيوب هذا النظام تتمثل في الأزمات النقدية للدول صاحبة العملة الشيء الذي يدفع الرؤساء الأمريكيين إلى استجداء الأموال من الدول التي كانت العملة الأمريكية سببا في ثرائها ، و في الأصل أن الذي يغني غيره لا يتحول إلى سائل و مستجدي للأموال من عند الذين أغناهم .
و العيب الثاني يتمثل في فرض الحكام للضرائب على المواطنين و رفعها كلما احتاجوا لمزيد من الأموال و هكذا يتم استرجاع ما تم إغناء المواطنين به من العملات الشيء الذي يعني أن أصحاب هذه العملات ليس لهم مصادر أخرى يستمدون منها الأموال التي يغنون بها الشعوب .
إن هذا التعامل يعني أن الحكام الذين يقومون بصك العملات النقدية هم الذين يغنون الشعوب و الأفراد بتلك العملات و هم الذين يفقرونهم باسترجاع تلك النقود عن طريق الضرائب و العقوبات المالية .
إن هذا النظام اللائكي زيادة عن عيوبه قد جعل مصادر ثراء و افتقار العباد تابعا لتعدد العملات بعد أن كان في عهد العملات النحاسية و الفضية و الذهبية موحدا .
أما نظام التوحيد فقد كان الناس جميعا يغتنون فيه بعملة موحدة ، إن من يغتني بالذهب في أمريكا و من يغتني بالذهب في روسيا و من يغتني بالذهب في الصين قد اغتنوا بشيء واحد و لم يغتني بعضهم بالدولار و بعضهم بالروبل و بعضهم بالإيوان . و إنه من نظام العملة الموحدة جاء نظام الدين الواحد و الإله الواحد و جاء عدم التمييز بين من هم يهود و من هم نصارى و من هم مسلمون و جاء عدم التمييز بين سائر الأجناس و أصحاب الألسنة و اللهجات و اللغات . إن الذي يغنينا بالذهب لا يفرض علينا الضرائب و لا يستجدي ذهبا من عند الذين أغناهم .
إنه من خلال ما سبق توضيحه يتبين لنا أن توحيد سكان العالم للعملة و لو كانت من الورق يعني توحيد الدين و توحيد الله الذي نعتقد أنه هو الرزاق الوحيد للعباد كما يعني أن ميزانيات الدول هي عبارة عن مجموع الأموال التي تخصص للإنتاج و إنجاز المشاريع الخيرية النافعة للجميع و التجارة التي تمكن الأجراء من الحصول على ما هم في حاجة إليه من منتجات العالم ، و حتى لا تبقى أموال فائضة عند البعض و تتسبب في انخفاض الميزانية يجب تعديل الأجور حتى لا يبذر البعض و يقتر البعض و يحرم البعض الآخر من العمل و الأجرة . و كما يقال عن منع فائض الأموال يجب كذلك منع فائض العقارات و السكنات و مختلف الممتلكات الثمينة لأنها بدورها عبارة عن أموال . إنه بنظام التوحيد هذا فقط نستطيع تجنيد كل القادرين على العمل لخدمة بعضهم بعضا و بواسطته نَحُولُ بين التنافس و الصراعات المادية بين الدول و العباد . أما بالنسبة للدين فللناس حرية التعبد لأن العبادة لا تؤذي أحد .
باتنة في 29/12/2018
السعيد أحمد عشي
السبت، 29 ديسمبر 2018
اللائكية و التوحيد... السعيد احمد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
انا رجـلُ عاشق.......عبدة الجوفي
انا رجـلُ عاشق....... لا أكتمـل إلا بأنثى فاتنه مثلـكِ أنتي.. إقتربي وأنفثي دفء أنفاسكِ في فمي.. إقتربي...أكثر...وأكثر...وأكثر....وهزي إليكي...
-
(( قارئة الفنجان )) *************** يا قارئة الفنجان تنحى جانبا فكلماتك هراء تضيع فى الهواء محملة بالافك والبهتان & فأنا فارس ال...
-
عقـــارب ساعتـــي ------------------- لا أتحدث معك كباقي الساعات.. أتظنين أنك تشبهينها.. لا...لا...وألف لا.. أنت فيك كل التناقض وشتى أ...
-
شكلنا الهوى مش مكتوب لنا بياخدنا كتير كده على عقلنا.. .. بيعلق روحنا بخيوطه و بيضحك منا فى سكوته.. .. و توه اروحنا ف ملكوته وتضيع وياه ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق