الاثنين، 10 ديسمبر 2018

شموع تحت المطر ...بقلم /عبد الوهاب الجبوري

شموع تحت المطر (*)

أعطتني ورقة،
لكني أخذت الدفترْ
أعطيتها يدا فلم تأخذ ...
بينما كان قلبي
يوقد شموعَه تحت المطرْ
كانت نبضاتُها
تعتصر أوراق الصنوبرْ
شفتاها تتقصى ومضة الخبرْ
في ليلةٍ صفا قريضها زهواً
وهبها ألف رسالة
مما أفاضت به أحداق القمر
في بسمةٍ حصادها
همس وردة
يشعل في أنين الثلج
(ضراوة صيف
لتنهض أي شمس من دمي
أو شهقة سيف)
مسافة وردة
تألقتْ في السحر
تطوف الدُنا ، تلمّ رؤاها
(زهرة زهرة، وجمرا فجمرا)
عيونٌ بفيضٍ سخي غرقى
عدد الأزهار تكتب رسائل
تضجُّ بالشكوى ،
صبيا يريد أن يطل حناناً
وسلالا بالشوق ملأى
( عدد الأزهار الجذلى
صبح الضحكات النشوى)
تفعم قلبي ، تترع دربي ،
ظلا يتبعني
مثل ريحٍ بين الأمواج يؤرجحني
مثل يمامةٍ تريد معانقة القمر
فما صيفٌ أتى ورحلْ
إلا أطفأت لهيبه ، بشوق أخضر
وما خريف أتى وترجّلْ
إلا أوقدته دفئاً
بعيون تراود وجنتيه شوقاً
يملأ الأرض أشعاراً
على الألسن تجري
(عن سبع سنين بور
نخترع اللعبة تلو اللعبة كنا
والغزلان تدور
صرعى كنا ...
نتلوى مثل السيف المهجور
في كفٍّ ، فإني مقتول)(**)
** ** **
أوقَفَتني وأخَذَتْ فمي ،
صمتي ........
أعطتني ظلا يتبعني
غريران يشتكيان
فمي الراحل معها
وصمتي الذي تمرّد شوقا لها
** ** **
عاصفة هبّتْ في غير موسمها
قلمي لم يتعثّرْ
(قراطيسي لم تفقد شهيتها)
جلبتْ من كل ريح عيونها
وألقتْ على الشجون شموسها
فأولمتُ قلبي وِردا لها
** ** **
زرعتْ رحيق الهوى
في رمضاء عينيها
هبّت الأجفانُ ترنو إلى مقلتيها
وهبّ شعري
يتوضّأ من عطر وجنتيها
خطا نحوها
يُتمتم في رحاب شفتيها
ترانيم على الألسن تجري
عن فتى من عصر حطين ،
عن نسر و نسرين
عن قرين يروى ببوحِ قرين
***
(*) القصيدة نشرت عام ٢٠٠٩ في موقع ديوان العرب وجرى تحديثها ٢٠١٨
(**) هذه التضمينات لشاعرة العراق و الموصل المبدعة الدكتورة بشرى البستاني

عبدالوهاب الجبوري
الموصل في كانون الأول ٢٠١٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

انا رجـلُ عاشق.......عبدة الجوفي

انا رجـلُ عاشق....... لا أكتمـل إلا بأنثى فاتنه مثلـكِ أنتي.. إقتربي وأنفثي دفء أنفاسكِ في فمي.. إقتربي...أكثر...وأكثر...وأكثر....وهزي إليكي...